باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا، وقوله -تعالى-: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وفي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط تعس، وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع .
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الباب باب عظيم من أبواب هذا الكتاب، ترجمه الإمام -رحمه الله- بقوله: باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ؛ "من الشرك" يعني: الشرك الأصغر أن يريد الإنسان بعمله بأعماله، التي يعملها من الطاعات الدنيا، ولا يريد بها الآخرة، وإرادة الإنسان الدنيا يعني: ثواب الدنيا أعم من حال الرياء، فالرياء حالة واحدة من أحوال إرادة الإنسان الدنيا، فهو يصلي، أو يزيد، ويزين في صلاته؛ لأجل الرؤية؛ ولأجل المدح، لكن هناك أحوال أخر لإرادة الناس بأعمالهم الدنيا؛ فلهذا عطف الشيخ -رحمه الله- هذا الباب على الذي قبله؛ ليبين أن إرادة الإنسان الدنيا تأتي في أحوال كثيرة أعم من حال الرياء بخاصة، لكن الرياء جاء فيه الحديث وخافه النبي -عليه الصلاة والسلام- على أمته، فهو في وقوعه كثير، والخوف منه جلل، وهذا الباب اشتمل على الحكم بأن إرادة الإنسان بعمله الدنيا من الشرك، وقوله: "إرادة الإنسان" يعني: أن يعمل العمل، وفي إرادته باعثه على العمل ثواب الدنيا، فهذا من الشرك بالله جل جلاله،